سحر. ت.: أين الثروة؟ - جريدة صوت الشعب

سحر. ت.: أين الثروة؟ - جريدة صوت الشعب

 

أين الثروة؟

لا شك أن الجميع تابع خطاب العرش الأخير الذي تساءل فيه الملك باستغراب مع
كل المغاربة -أين هي هذه الثروة؟وهل استفاد منها جميع المغاربة؟- طبعا جاء
هذا التساؤل كتفاعل مع دراسة للبنك الدولي صنف فيها المغرب في المراتب
الأولى على الصعيد الإفريقي -حسب الخطاب دائما-هذا التساؤل الذي أثار
مجموعة من ردود الأفعال حول ما إذا كان -المستثمر الأول- جادا فعلا في طرحه
لذلك السؤال؟خصوصا بعد تسرب مجموعة من
المعطيات حول حجم ثروته التي تضاعفت بشكل كبير منذ توليه للحكم نتيجة
استثماراته التي تناولها بشكل مفصل كتاب (le roi prédateur)الممنوع من
الدخول إلى البلاد.

فمن غير المعقول أن يكون ذلك التصريح مزحة،أو زلة لسان وقع فيها،بل هي
رسالة أراد النظام أن يبلغها لكل من يهمه الأمر.ويجب التعاطي والتفاعل
معها!

ففي ظل تفاقم الأزمة البنيوية التي يعاني منها الاقتصاد الوطني والمتمثلة
أساسا في التبعية لمراكز الرأسمالية الخارجية الأوربية و الفرنسية خصوصا،
سواء على مستوى التزويد و التسويق، أو على مستوى المنظومات الانتاجية و
التكنولوجية مما أدى إلى محدودية النظام المأجور و انحصاره في دوائر ضيقة و
تنامي العمل المأجور غير القار و استشراء القطاع غير المنظم أو غير
المهيكل و الحرف غير القارة و البطالة المقنعة.بالإضافة إلى الحديث مؤخرا
عن إفراغ صندوقي المقاصة والتقاعد،وتزايد نسبة البطالة وسط الأطر.مما ينعكس
سلبا على الوضع الاجتماعي.

هذا إلى جانب التراجع الجماهيري الكبيرما بعد الحراك الشعبي الذي قادته
حركة 20 فبراير،مصحوبا بالحملات الانتقامية التي يشنها النظام في حق كل من
انخرط في الحراك( مناضلي حركة 20فبراير،مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة
المغرب….)

فهل يحاول النظام بذلك أن يبرهن أن موازين القوى انقلبت لصالحه بعد تلاشي
الأمل الذي كان معقودا على الحركة؟أم أنها انعكاس لصراع دائر صلب التحالف
الطبقي المسيطر سيؤدي فيما بعد إلى اتهام جهة معينة بنهب وتهريب الثروة؟

سحر. ت.